ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.. تنبيهات وتعليمات

ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.. تنبيهات وتعليمات

يعدّ ارتفاع ضغط الدم الشرياني من الأمراض المزمنة التي عرفتها البشرية منذ سنين طويلة، وهو غالبا ما يحدث عند كبار السن، غير أن الذي أصبح واضحا ولا سيما في هذه الآونة ما نشرته إحدى الدراسات الكندية من ارتفاع عدد حالات الأطفال والمراهقين المصابين بهذا المرض.

عادة ما يكون ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال نتيجة أسباب أخرى ثانوية مثل الأمراض القلبية أو الكلوية أو الهرمونية، أو بعض الأمراض التنفسية كانقطاع النفس أثناء النوم، وكذلك بعض الأدوية المعينة مثل تلك التي تعطى في حالات الاحتقانات الأنفية، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، وكذلك مضادات الالتهابات اللاستيرويدية التي يتم وصفها للألم أو الحرارة، لذلك فإنه لا ينبغي استخدام هذه الأدوية إلا للحالات الضرورية فقط وضمن الإرشادات الطبية.

في الغالب لا يعطي ارتفاع ضغط الدم أي أعراض معينة، لذلك من الضروري الانتباه لمستوى ضغط الدم عند الأطفال والمراهقين ولا سيما أولئك الذين يعانون من السمنة

بالنسبة للأطفال الأكبر سنا فإنهم معرضون لما يسمى ارتفاع ضغط الدم الأولي والذي ليس له أسباب أخرى ثانوية واضحة، ويعدّ الوزن الزائد أحد المسببات الرئيسية لهذا النوع من الضغط، كما أكدت بعض الدراسات العلمية أن لسوء التغذية دورا لا يقلّ أهميّة في ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، علاوة على ذلك فإن من عوامل الخطورة أيضا تناول المأكولات المالحة باستمرار، وبعض المشروبات الغنية بالكافيين، وكذلك التدخين بأنواعه أو حتى التعرض له، وهو ما يعرف بالتدخين السلبي، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة السكر والدهون في الدم، وبعض العوامل الوراثية.

في الغالب لا يعطي ارتفاع ضغط الدم أي أعراض معينة، لذلك من الضروري الانتباه لمستوى ضغط الدم عند الأطفال والمراهقين ولا سيما أولئك الذين يعانون من السمنة، أو الذين لديهم علامات معينة قد تدل على خلل ما في ضغط الدّم مثل الصّداع المستمر، أو الدّوار، أو النّزيف الأنفي، أو القيء غير مبرر السبب، أو الذين يعانون من تسرع القلب، أو ألم الصدر، وضيق النفس، إضافة إلى مشكلات الاستيعاب أو التذكر.

ما يزيد الطين بلّة هو ظنّ الكثيرين أن ارتفاع ضغط الدم الشرياني مشكلة كبار السن فقط، غير أنّ المراهقين وحتى الأطفال يمكن أن يُصابوا بهذا المرض أيضا

وبخصوص المضاعفات التي قد تحدث عند الأطفال فهي مشابهة تماما لتلك التي تحدث عند الكبار، ولكن ما يزيد الطين بلّة هو ظنّ الكثيرين أن ارتفاع ضغط الدم الشرياني مشكلة كبار السن فقط، غير أنّ المراهقين وحتى الأطفال يمكن أن يُصابوا بهذا المرض أيضا، الأمر الذي من شأنه أن يؤخر الوصول إلى التشخيص السليم والعلاج، مما قد يزيد من احتمالية حدوث بعض المضاعفات مثل تصلب الشرايين المبكر الذي بدوره قد يؤثر سلبا على معدل تدفق الدم عبر هذه الشرايين، ممّا يؤدي إلى قصور في التروية الدّموية لبعض الأعضاء الحيوية، إضافة إلى المضاعفات القلبية الأخرى، والمضاعفات العينية والكلوية التي قد تصل في أسوأ الحالات إلى الجلطات الدماغية.

ختاما أقول: إن درهم وقاية خير من قنطار علاج لذلك يجب الانتباه إلى كلّ الحالات المرضيّة التي من شأنها أن تزيد في معدل ضغط الدّم الشّرياني عند الطفل، والتي تمّت الإشارة إليها آنفا مثل الوزن الزائد بحيث يصبح مؤشر كتلة الجسم BMI “بي إم آي” ضمن الحدود الطبيعية، بالإضافة إلى أخذ الاستشارة الطبية من قبل الطبيب المتخصص في قلب الأطفال وذلك من أجل مزيد من الإجراءات التشخيصية والعلاجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *