الرحلات الاستكشافية
شهد القرنان الخامس عشر والسادس عشر رحلات بحرية أوروبية لاستكشاف عوالم وأراض جديدة بغية الاستفادة من موارد وثروات هذه الأراضي، لهذا برز العديد من الرحالة الذين تقربوا من ملوك أوروبا ليساعدوهم، ويموّلوهم بالسفن البحرية والمعدّات اللازمة لخوض رحلة اكتشاف أراض جديدة ليسيطر عليها هؤلاء الملوك، ومن أهم هذه الرحلات الاستكشافية رحلة ماجلان مع سفينته المشهورة، والتي سنتحدث عنها في هذه المقالة.
رحلة ماجلان واسم سفينته
الشائع أنّ اسم السفينة التي قادها الرحالة والمستكشف البرتغالي فرناندو ماجلان المولود عام 1480م هو فكتوريا، حيث توجّه ماجلان إلى الملك الإسباني الذي عرف عنه تشجيعه لحركة الكشوفات الجغرافية، ووافق على تمويل ماجلان في رحلته الاستكشافية لمدة عامين، حيث كان الهدف من هذه الرحلات هو استكشاف طريق جديدة لجزر التوابل أو جزر الملوك الواقعة ضمن الجزر الإندونيسية بهدف كسر احتكار الإيطاليين للتجارة الأوروبية، وكانت بداية هذه الرحلة عام 1019م، وأطلق على رحلته هذه اسم البحر الهادئ.
سبب شهرة سفينة فكتوريا
كان لدى ماجلان عدة سفن بحرية، ومن ضمنها سفينة ترينيداد التي ركبها ماجلان ذاته، وسفينة فكتوريا، وعلى الرغم من أن السفينة المذكورة أخيراً لم تكن هي السفينة التي ركبها ماجلان خلال رحلته الاستكشافية، إلا أنها حظيت بهذه الشهرة؛ لكونها السفينة الوحيدة الناجية طوال هذه الرحلة الاستكشافية التي لم يكملها ماجلان نفسه، فمقتله في معركة ماكتان بالفلبين نتيجة إصابته بسهم مسموم حال دون إكماله الرحلة، وتسلم القيادة من بعده خوان سباستيان الكانو من إقليم الباسك بإسبانيا، وتمكن من الوصول إلى نهاية هذه الرحلة مع ثمانية عشر شخصاً من مجموع الطاقم البالغ عددهم 270 شخصاً مع سفينتهم الناجية الوحيدة فكتوريا.
مسار رحلة ماجلان
انطلقت رحلة ماجلان من ميناء إشبيلية، وتمكنت من الطواف حول الكرة الأرضية باتجاه واحد في رحلة بحرية متصلة، حيث عبر ماجلان المحيط الأطلسي، ووصل إلى البرازيل، وبعد ذلك عبر مضيق في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية، وسمي هذا المضيق باسمه حتى وصل إلى جزر الفلبين وقتل هناك.
المشاكل التي واجهها ماجلان في رحلته
كانت الرحلة التي قادها ماجلان محفوفة بالمخاطر منذ بدايتها، حيث أمر ملك البرتغال بتعقب أسطول ماجلان، ولكنّ ماجلان استطاع الهرب منهم، وما لبث أن واجهته مشكلة أخرى، وهي تمرد عدد من أفراد طاقمه عليه، لكنه استطاع السيطرة على هذا التمرد، وباء بالفشل، حيث أعدم ماجلان على إثره قبطانين، وعذب عدداً آخر من المتمردين.